أي: صار في متاهات بعيدة؛ لأن هذه الأشياء أمرها ظاهر، فجحدها وإنكارها ضلال بعيد.
والضلال البعيد يعود على كل من كفر بالأربع أو بواحد منها؛ لأن الذي يؤمن ببعض ويكفر ببعض كالذي كفر بالكل، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء: ١٥٠ - ١٥١].
٤ - أن القرآن منزل، لقوله:{وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ}. وفيما يتعلق بالله عزّ وجل: فيه أن القرآن كلام الله؛ لأنه نزل من عنده، فيكون كلامه، وعلو الله عزّ وجل أيضًا لقوله:{نَزَّلَ}، والتنزيل يكون من أعلى إلى أسفل، وكل هذا أمر معلوم في العقيدة.
٥ - أن القرآن منزل على محمَّد عليه الصلاة والسلام، لقوله:{عَلَى رَسُولِهِ}، ومنتهى نزوله قلب النبي عليه الصلاة والسلام، لقوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ}