للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكررها الله مرتين في هذه السورة، وكان بين الآيتين ذكر قتل النفس، وقد مر أن أهل العلم قالوا: إن قاتل النفس له توبة، واستدلوا لذلك بأن الله ذكر قتل النفس بين آيتين كلتاهما تدل على أن ما سوى الشرك فالله تعالى يغفره.

وسبق القول في معنى ما دون ذلك.

وقوله: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} وفي الآية الأولى: {فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: ٤٨].

فيؤخذ من مجموع الآيتين أن المشرك مفترٍ ضال، وهو كذلك؛ لأن دعواه أن لله شريكًا كذب وافتراء عظيم.

وكونه يبني على هذه الدعوى أن يشرك بالله يكون هذا ضلالًا، فمجرد قوله: إن الله له شريك، افتراء، ثم تطبيق ذلك في عمله يعتبر ضلالًا، فيؤخذ من الآيتين الكريمتين: أن المشرك مفتر ضال.

وقوله: {بَعِيدًا} لعظم إثمه وذنبه.

* * *

* قال الله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (١١٧)} [النساء: ١١٧].

قوله سبحانه: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (١١٧)}.

{إِنْ} هنا بمعنى "ما"، وعلامة كون {إِنْ} بمعنى "ما" أن تأتي بعدها {إِلَّا} ففي قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ} [المائدة: ١١٠] المعنى: ما هذا، وفي قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: ٣١] المعنى: ما هذا إلا ملك كريم، وفي قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>