للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه" (١)، ومعنى: {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} أي: نتركه فلا نتولاه، ونقول: لك ما توليت، ومن تعلق شيئًا وكِّل إليه.

قوله: {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} أي: ندخله جهنم حتى يصلاها، وصليها؛ أي: احتراقه بها.

وقوله: {وَسَاءَتْ مَصِيرًا} الجملة جملة إنشائية للذم؛ أي: ما أسوأها مصيرًا، والمصير بمعنى: المرجع.

فهذه الآية فيها التحذير والوعيد على من شاق الرسول عليه الصلاة والسلام، واتبع غير سبيل المؤمنين، بأن الله تعالى يعاقبه على ذلك بعقوبتين:

العقوبة الأولى: أن الله يوليه ما تولى ويتخلى عنه.

والعقوبة الثانية: أن الله يصليه جهنم، وجهنم اسم من أسماء النار.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - تحريم مشاقة الرسول، وأنها من كبائر الذنوب، وجهه: أنه رتب عليها العقوبة، وهي: التخلي عنه، وصليه جهنم.

فإن قال قائل: هل هذا عام في كل مشاقة، أو هو مقيد بحسب ما تقتضيه النصوص؟

فالجواب: الثاني؛ لأن بعض أسباب المعاصي لا تخرج من الدين، ولا يترتب عليها هذا العقاب، لكن لو أن الإنسان أراد بمعصيته مخالفة الرسول صراحة وأظهر عدم رضاه بهذا الحكم فهذا يكفر، لا من أجل المعصية التي فعلها ولكن من أجل


(١) تقدم (١/ ٢٥٧) من حديث: "إنما الأعمال بالنيات .. ".

<<  <  ج: ص:  >  >>