للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} {سَبِيلًا} هذه نكرة في سياق النفي، فتعم كل سبيل، فلا يمكن أن يكون سبيل لمن أراد الله له الضلالة، نسأل الله أن يهدينا صراطًا مستقيمًا، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن حال المنافقين التردد بين الكفر والإيمان, لكن الحكم عليهم في الآخرة أنهم كفار، أما في الدنيا فيعاملون على ظواهرهم؛ لأن الأحكام في الدنيا على الظواهر.

٢ - أنك إذا رأيت نفسك مترددًا بين القبول والإنكار فاعلم بأن فيك شبهًا بالمنافقين؛ لأن المؤمن لا يمكن أن يكون مترددًا، ولا أن يكون له الخيرة فيما قضى الله ورسوله، كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: ٣٦]، بل لا يترددون، وإنما يقبلون وينقادون.

٣ - أن الطمأنينة والإستقرار أمر مطلوب، ولهذا نجد أشد الناس استقرارًا وطمأنينة هم المؤمنون {قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: ٢٦٠].

٤ - أن من أضله الله فلن يستطيع أحد أن يهديه، لقوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ}.

فإن قال قائل: لماذا يضل الله فلانًا ويهدي فلانًا؟ قلنا له: هذا الذي منع الله هدايته هل منعه ظلمًا أو عدلًا؟

الجواب: عدلًا ولا شك، وتفضل على الآخر فهداه، فهو لم يمنع أحدًا حقه، وإنما تفضل على هذا فهداه.

<<  <  ج: ص:  >  >>