{فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، {فَلْيُقَاتِلْ} الفاء عاطفة، وتدل على ارتباط ما بعدها بما قبلها، والإرتباط واضح؛ لأن الذي قبلها فيه ذكر من لا يريد القتال في سبيل الله، أما هذه ففيها ذكر الصنف الآخر الذي يقاتل في سبيل الله، واللام في قوله:{فَلْيُقَاتِلْ}، لام الأمر، وسكنت مع أنها مكسورة لوقوعها بعد الفاء، ولام الأمر تسكن إذا وقعت بعد الفاء أو الواو أو ثم، مثل قوله تعالى:{فَلْيُقَاتِلْ} ومثل قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ}[الحج: ٢٩] بخلاف لام التعليل التي تسمى لام كي، فإنه يجب أن تكون مكسورة بكل حال، مثل قوله:{لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا}[العنكبوت: ٦٦] فيجب أن تكسر ولا تقرأ: "وَلْيتمتعوا" لأنه يختلف المعنى.
وقوله:{الَّذِينَ يَشْرُونَ}{الَّذِينَ} فاعل يقاتل، وقوله:{يَشْرُونَ} بمعنى: يبيعون، مع أنها في اللهجة العامية بمعنى يشترون، وليس كذلك، بل {يَشْرُونَ} يعني: يبيعون، ومن هذا قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}[البقرة: ٢٠٧] يعني: يبيع نفسه.