وإثبات ما يترتب عليهما من وصف "السمع" و"البصر"، وإثبات ما يترتب عليهما من أثر وهو أنه "يسمع ويبصر"، يعني: ليس سميعًا بلا سمع أو بلا بصر، ولا ذا بصر بدون أن يبصر، أو ذا سمع بدون أن يسمع.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} خطاب لكل المؤمنين، ونحن - إن شاء الله تعالى - منهم، فالخطاب موجه إلينا، وإلى غيرنا من المؤمنين.
واعلم أن تصدير الله تعالى خطابه بالنداء يدل على أهميته؛ لأن النداء يلفت سمع السامع، ويتجه إلى المنادي ماذا تريد؟
ثم اعلم أن تخصيص النداء بالمؤمنين يفيد أنهم هم الأهل لتوجيه مثل هذا الخطاب إليهم؛ لأنهم مؤمنون ينفذون أمر الله إن كان أمرًا، ويتركون نهيه إن كان نهيًا، ويتأدبون بخلقه إن كان خلقًا، فكانوا أهلًا لأن يوجه الخطاب إليهم، وكفى شرفًا بالإيمان أن يوجه الله الخطاب إلى المتصفين به فقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} شرف عظيم أن يوجه رب العالمين إليك خطابًا.
ويدل أيضًا على تخصيص المؤمنين، وعلى أن ما ذكر من مقتضيات زيادة الإيمان، وأن مخالفته تنقص الإيمان.