{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} قوله: {إِنَّ الَّذِينَ} هذه {إنَّ} المؤكدة، وقوله:{الَّذِينَ} اسمها، وقوله:{ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} حال من الهاء في قوله: {تَوَفَّاهُمُ}، وخبر {إنَّ} قوله: {فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}، وما بين ذلك فهو اعتراض.
وقوله:{الْمَلَائِكَةُ} الملائكة هم: عالم غيبي، محجوبون عن العباد، لهم أوصاف معلومة في الكتاب والسنة، فما علمنا فيها وجب علينا الإيمان به على ما علمنا، وما لم نعلم فيها فالواجب علينا السكوت، كما هو الشأن فيما وصف الله به نفسه.
قالوا: والملائكة: مأخوذة من الألوكة، وهي: الرسالة، لقوله تعالى:{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا}[فاطر: ١] فإن الألوكة هي الرسالة، وبناءً على ذلك يكون فيها إعلال بالقلب؛ لأن ملائكة جمع ملأك، وأصله مألك، لكن فيها تقديم وتأخير إعلالًا صرفيًا حسب قواعد الصرف التي كتبها العلماء.
وقوله:{ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} أي: حال كونهم ظالمي أنفسهم؛ لكونهم بقوا في أرض يجب عليهم الهجرة منها؛ لأن بقاءهم مع وجوب الهجرة معصية وظلم لأنفسهم.
قوله:{قَالوُا} أي: الملائكة.
قوله:{فِيمَ كُنْتُمْ} أي: في أي مكان كنتم، وقيل: على أي