للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العفو والقدرة صفة الكمال، وهو أن الله سبحانه عفى مع القدرة على الإنتقام، وهذا هو العفو الحقيقي، أما العفو مع العجز عن الإنتقام فليس بعفو، فلو أن أحدًا اعتدى عليك وهو أقوى منك بدنًا، وأضخم منك جسمًا، ففكرت وقلت: إن أخذت بحقي فأخشى أن يزيد في الضرب والعدوان، لكن يا فلان! الله يسامحك، فهذا عفو مع العجز، فإن كان فيه احتمال أن يأخذ بحقه فله أجر بقدر هذا الإحتمال، وإن لم يكن احتمال فليس له أجر، اللهم إلا أن يكون بإدخال السرور على المعتدي، فيما لو ارتدع عن العدوان وفكر، فإذا هو يشعر بأن المعتدى عليه قد سامحه فيطمئن قلبه، فهنا قد يؤجر.

٦ - إثبات هذين الإسمين من أسماء الله وهما: العفو والقدير، فيدلان على إثبات صفة العفو والقدرة؛ لأن القاعدة في باب الأسماء والصفات: أن كل اسم متضمن لصفة، ولا عكس.

* * *

* قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (١٥١)} [النساء: ١٥٠ - ١٥١].

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} والكفر بالله ورسله: أن يكفر الإنسان بما يجب الإيمان به، سواء كان كفرًا بوجود الله، أو كفرًا بربوبيته، بأن ادعى بأن معه ربًا، أو كفرًا بألوهيته بأن عبد معه غيره، أو كفرًا بأسمائه وصفاته بأن أنكرها وجحدها، المهم الكفر بالله: هو جحد ما يجب الإيمان به في جانب الله،

<<  <  ج: ص:  >  >>