للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضرر في استعمال المشترك بمعنيين إذا كان لا منافاة بينهما، فالمشترك معناه: اللفظ الصالح لمعنيين على وجه الحقيقة، مثل: كلمة "عين" تطلق على الذهب:

أندَّان أم عينان أم ينبري لنا ... فتى مثل نصل السيف ميزت ضاربه

فالذهب يسمى عينًا، والماء الجاري يسمى عينًا حقيقة، والعين الباصرة تسمى عينًا حقيقة، فهنا: لو جاءت كلمة عين فهل يمكن أن تحملها على المعاني الثلاثة؟

الجواب: نقول: لا. إذا لم يمكن أن تجتمع، أما إذا أمكن فنحملها.

وهنا "الحميد" فعيل، وتأتي بمعنى "فاعل" وتأتي بمعنى "مفعول"، إذًا: هو حميد. أي: محمود، محمود على صفاته الكاملة .. ومحمود على إنعامه .. وعلى أفعاله الدائرة بين العدل والإحسان، وهو أيضًا حامد لمن يستحق الحمد من عباده، ولهذا يثني الله سبحانه على من يستحقون الثناء مثل الأنبياء والرسل والأصفياء ... وما أشبه ذلك.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - عموم ملك الله سبحانه، لقوله: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.

٢ - اختصاص الملك العام لله، سواء كان عامًا لشموله في الأعيان أو لشموله في الأفعال. "شموله في الأعيان" يعني: كل الموجودات ملك لله. و"شموله في الأفعال" أنه يفعل في هذه الموجودات ما يشاء.

ولا يثبت مثل هذا لأحد من المخلوقين، فلا يوجد أحد

<<  <  ج: ص:  >  >>