للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - وجوب النفور للجهاد في سبيل الله، سواء كنا مجتمعين أو متفرقين.

فإن قال قائل: كيف نجمع بين هذا وبين قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} [التوبة: ١٢٢]؟

قلنا: الجواب: أن هؤلاء النافرين ينفرون سواء كانوا متفرقين أو جماعة، وعلى هذا فيكون الأمر هنا لمن نفر، حيث يؤمرون بالنفور متفرقين أو مجتمعين، أما من بقوا ليتفقهوا في دين الله فهؤلاء لن ينفروا.

* * *

* قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (٧٢)} [النساء: ٧٢].

الإعراب:

{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} "مِنْ" للتبعيض، وعلامة "من" التبعيضية أن يحل محلها بعض.

في هذه الآية لامان: اللام الأولى قوله: {لَمَنْ} والثانية {لَيُبَطِّئَنَّ}، فأما الأولى فهي لام الإبتداء؛ لأنها وقعت في اسم إن المؤخر، وتفيد التوكيد، وأما اللام الثانية فهي موطئة للقسم، فقوله: {لَيُبَطِّئَنَّ} واقعة في جواب القسم، والتقدير: "وإن منكم لمن والله! ليبطئن" فاللام هنا واقعة في جواب القسم، وهنا إشكال كيف نقول: لام الإبتداء، وليست في ابتداء الكلام؟

فالجواب: أخروها لئلا يجتمع في أول الكلام مؤكدان، ولهذا يسميها بعضهم اللام المزحلقة، يعني: التي دفعت عن مكانها.

<<  <  ج: ص:  >  >>