للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الأعراف: ٢٠٦] العندية هذه عندية قرب؛ لأنهم ملائكة بائنون عن الله عزّ وجل، وإذا قلت: القرآن من عند الله فإن هذه عندية صفة.

* * *

* قال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (٨٣)} [النساء: ٨٣].

الإعراب:

هذه الآية فيها أدوات شرط متعددة: قوله: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} وفعل الشرط قوله: {جَاءَهُمْ} والجواب قوله: {أَذَاعُوا بِهِ} وهذا الشرط لا يجزم.

وقوله: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} فيها شرط وهو: {لَوْ}، وفعل الشرط قوله: {رَدُّوهُ} وجوابه: قوله: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}.

وقوله: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} هذه أيضًا فيها شرط، لكنها ليست من النوع الأول، وتُسمى {لَوْلَا} حرف امتناع لوجود، وقد تقاسمت هذه الكلمات الثلاث "لو، ولما, ولولا" الوجود والعدم.

فـ "لو" حرف امتناع لامتناع، تقول: لو جاء زيد لجاء عمرو، والمعنى لم يأتِ عمرو ولا زيد.

و"لما" حرف وجود لوجود، تقول لما جاء زيد جاء عمرو.

و"لولا" حرف امتناع لوجود؛ كقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>