للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* قال الله تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٥٨)} [النساء: ١٥٨].

{بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} {بَلْ} حرف إضراب، وهو إضراب إبطالي، وعلامة الإضراب الإبطالي أن يكون مبطلًا لما سبقه، وعلامة الإنتقالي ألا يكون مبطلًا لما سبقه، لكنه ينتقل من حال إلى حال، مثل قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (٦٦)} [النمل: ٦٦] {بَلْ} هنا انتقالية، لكن الإضراب في قوله: {بَلْ رَفَعَهُ} إضراب إبطالي؛ أي: بل لم يصدقوا في دعواهم.

وقوله: {رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}، رفعه الله تعالى إليه حيًا، إما من كوة في البيت، أو من الباب، الله أعلم، وكل ذلك ممكن، وكل ذلك بقدرة الله عزّ وجل.

وقوله: {رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} وأين كان؟

الجواب: كان في السماء الثانية، دليل ذلك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين عرج به، وجد في الأولى: آدم، ووجد في الثانية: عيسى، ويحيى، ووجد في الثالثة: يوسف، ووجد في الرابعة: إدريس، ووجد في الخامسة: هارون، ووجد في السادسة: موسى، ووجد في السابعة: إبراهيم عليه الصلاة والسلام، لأنه أعلى هؤلاء منزلة عند الله عزّ وجل، ولهذا كان في السماء السابعة، وآدم في السماء الدنيا ليقرب من بنيه، فإن بنيه كانوا في الأرض، وأقرب ما يكون إلى الأرض من السماوات: السماء الدنيا، وفضل الله واسع {يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: ٢١] إذًا قوله: {رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} إلى السماء الثانية، مع ابن خالته يحيى، لكن

<<  <  ج: ص:  >  >>