للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجحناه مؤيدًا بكلام سابق، وبكلام لاحق وهو قوله: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}.

لو قال قائل: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ} ألا يكفي عن قوله: {رَسُولًا}؟

قلنا: بلى، لكن كلمة {رَسُولًا} أبلغ مما لو اقتصر على الفعل، هذا من وجه.

ومن وجه آخر: أن ذكرها يفيد بأنه أهل للرسالة، كما تقول لشخص ما: وكلتك بائعًا، يعني: لأنك أهل للوكالة لكونك عارفًا بالبيع قادرًا عليه، فيكون ذكر الرسول هنا من باب التوكيد، وبيان أنه أهل للرساله - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} {كَفَى} فعل ماضٍ، و"الباء" حرف جر زائد لفظًا وليس زائدًا معنى، والمعنى: كفى الله تعالى شهيدًا عن كل شيء.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان أن ما يصيبنا من الحسنات فهو محض فضل من الله، لقوله: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}، ويدل لذلك: أن الحسنة التي تصيبك إما أن تكون ابتداءً، وإما أن تكون ثوابًا، فإن كانت ابتداءً فكونها فضلًا واضحة، وإن كانت ثوابًا على عمل فإن توفيقنا للعمل الذي كانت هذه الحسنة ثوابًا له من الله عزّ وجل.

إذًا: فهي من الله سواء كانت ابتداءً أم ثوابًا.

٢ - جواز إضافة الشيء إلى سببه، لقوله: {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}.

٣ - أنه يجب على الإنسان إذا أصابته الحسنة أن يوليها

<<  <  ج: ص:  >  >>