للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإنسان قد يباشر الإثم بنفسه، وقد يكون دالًا عليه أو معينًا عليه، فيكون ذلك إثمًا.

وقوله: {وَكَانَ الله عَلِيمًا حَكِيمًا} سبق أن مثل هذا التعبير لا يدل على الحدوث، ولا على أن الله كان عليمًا حكيمًا فيما سبق فقط، وإنما الفعل هنا مسلوب الزمان، والمقصود به: تحقيق تسميته سبحانه بهذين الإسمين واتصافه بما دلا عليه.

في الآية الكريمة: كرر الله عزّ وجل أن الإنسان إذا كسب إثمًا فإنما يكسبه على نفسه؛ لأن هذه الآيات كما ذكرنا فيما سبق أنها نزلت في قصة الرجل الذي سرق درعًا ثم رمى به يهوديًا، فأرادوا أن يتهموا هذا اليهودي، وجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتبين براءة اليهودي، فيقول الله عزّ وجل: إذا كسب الإنسان إثمًا فإنما يكسبه على نفسه.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن الإنسان إذا كسب الإثم فإنما يكسبه على نفسه، ولا يحمله غيره، ويؤكد هذا قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: ١٦٤].

فإن قال قائل: أليس قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" (١).

الجواب: بلى، ولكن يكون عليه وزر من عمل بها وهو لم


(١) رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، حديث رقم (١٠١٧) عن جرير بن عبد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>