للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن مالك كانت كرامًا معادنه

وتأتي زائدة، مثل:

بني غدانة ما إن أنتم ذهب ... ولا صريف ولكن أنتم الخزف

والرابع: تأتي نافية، كما في هذه الآية: {إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا}.

قوله: {إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} الإحسان: أن ينبسطوا إلى المؤمنين، {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا} [البقرة: ١٤]، وإذا لقوا الذين كفروا قالوا: إنا معكم، فيريدون الإحسان؛ أي: السير بدون عداوة لهؤلاء ولا هؤلاء.

{وَتَوْفِيقًا} أي: بين الناس، حيث نثبت لهؤلاء أنا معهم فنوافقهم، وهؤلاء أنا معهم فنوافقهم أيضًا، وهذا - والعياذ بالله - غاية النفاق، يعني: ما أردنا إلا الإحسان، وألا يحصل بيننا تضارب وبين غيرنا؛ لأن هذا لا يحتمله المنافقون، وسيأتي إن شاء الله في الفوائد بيان ذلك.

* * *

* قال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (٦٣)} [النساء: ٦٣].

{أُولَئِكَ} المشار إليه هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إلى الرسول وما أنزل من قبله، وأتى باسم الإشارة الدالة على البعد لانحطاط مرتبتهم؛ وذلك لأن الإشارة بالبعيد قد تكون إشارة إلى البعيد الحسي كما تقول: ذاك فلان بعيد، وقد تكون الإشارة إلى البعيد المعنوي: إما علوًا وإما نزولًا، حسب

<<  <  ج: ص:  >  >>