للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من اتصف بالإختيال والفخر، والمختال في هيئته، والفخور بلسانه، فالإختيال يكون بالفعل والفخر يكون باللسان، فمن كان مختالًا في فعله فإن الله لا يحبه، ومن كان فخورًا بقوله فإن الله لا يحبه أيضًا.

وختم الآية بهذه الجملة لأن الغالب أن من يستكبر عن عبادة الله، وعن هذه الوصايا النافعة؛ فالغالب عليه أنَّ فيه اختيالًا، وفيه فخرًا واستنكافًا واستكبارًا، فلهذا ختم الله هذه الآية المشتملة على هذه الوصايا العظيمة بهذه الجملة {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}.

فهذه الآية فيها بيان حقوق: حق الله، وحق غيره من الناس، وغير الناس.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - وجوب عبادة الله، لقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ}، والأمر هنا للوجوب بالإجماع، ولا أحد يمكن أن يقول إن هذا الأمر للإستحباب.

٢ - تحريم الشرك، لقوله: {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}.

٣ - أن الشرك بأنواعه: صغيره وكبيره، خفيه وجليه، كله محرم، لقوله: {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} فهو عام، وعليه: يكون الرياء حرامًا؛ لأنه شرك، ويكون الحلف بغير الله حرامًا لأنه شرك، ويكون تسوية الله بغيره حرامًا بمثل: ما لي إلا الله وأنت، وما أشبه ذلك؛ لأنه شرك.

والعلماء رحمهم الله كتبوا في هذا الموضوع - أي: في الشرك وأنواعه - كتابات كثيرة، من أحسنها كتاب التوحيد لشيخ

<<  <  ج: ص:  >  >>