للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} يعني: الذي يصاحبك في جنبك، وقد اختلف المفسرون فيه، فقيل: إنه الزوجة، وقيل إنه صاحبك في السفر، واللفظ يحتمل المعنيين فيحمل عليهما، فالإنسان مأمور بأن يحسن بـ {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} أي: بالزوجة أو بالصاحب في السفر؛ لأن كلًا منهما له حق للصحبة.

قوله {وَابْنِ السَّبِيلِ} أي: المسافر، والسبيل الطريق، وسمي المسافر ابن سبيل لملازمته له، كما يقال: "ابن الماء" لطير الماء الملازم للماء، فهناك طيور تلازم الماء، وتحوم على البحار تلتقط ما يحصل من سمك وغيره، فيسمى هذا الطير ابن الماء، ويسمى المسافر الذي جد به السير ابن السبيل؛ لأنه ملازم للطريق.

قوله: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي: أحسنوا بما ملكت أيمانكم، وكلمة "ما" اسم موصول؛ أي: والذي {مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، والإسم الموصول يفيد العموم، فيشمل ما ملكت أيماننا من الإنسان وما ملكت أيماننا من الحيوان، وكلاهما مأمور بالإحسان إليه، والإحسان إلى الإنسان أوكد من الإحسان إلى البهائم، ولهذا نجد أننا نكفل البهائم من أجل مصلحتنا، ونذبح الشاة نتفكه بها لحمًا، وعلى هذا نقول: ما ملكت الأيمان يشمل الإنسان والحيوان، ولكنه بالإنسان أوكد؛ لأن حق الإنسان أعظم من حق الحيوان.

ثم قال الله عزّ وجل في ختام الآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} أي: إن الله لا يحب الذي كان مختالًا، و {كَانَ} هنا فعل ماض لكنها مسلوبة الزمنية، والمراد لا يحب

<<  <  ج: ص:  >  >>