{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا} اللام في قوله: {وَلْيَخْشَ} لام الأمر، والفعل مجزوم بها بحذف الألف، وأصلها "يخشى" بالألف، وسكنت لام الأمر هنا لأنها تسكن إذا وقعت بعد الواو والفاء وثم، كما في قوله تعالى:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ}[الحج: ٢٩]، وقوله تعالى:{مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ}[الحج: ١٥]، بخلاف لام التعليل فإنها تكون مكسورة إذا وقعت بعد الواو أو ثم أو الفاء، مثل قوله تعالى:{لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا}[العنكبوت: ٦٦]، فلا تُقرأ "وَلْيَتمتعوا" إلا إذا ثبت أن فيها قراءة بسكون اللام، فحينئذ تكون اللام لام الأمر ولا تكون لام التعليل.
وقوله:{لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ}"لو" هنا شرطية، وفعل الشرط قوله:{تَرَكُوا}، وجوابه قوله:{خَافُوا عَلَيْهِمْ}، وقد خرجت الآية الكريمة هنا عن الأكثر في جواب {لَوْ}، فإن الأكثر في جواب {لَوْ} إذا كان مثبتًا أن تقترن به اللام، فيقال: لو جاء زيد لجاء عمرو، ولكن اللام تحذف أحيانًا في جواب {لَوْ} في الإثبات، ومنه هذه الآية، ومنه قوله تعالى:{لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا}[الواقعة: ٧٠]، وفي نفس السياق قال في الزرع:{لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا}[الواقعة: ٦٥]، أما إذا جاء جواب {لَوْ} منفيًا بـ "ما"، فالأفصح أن لا تذكر اللام، فإذا قلت: لو جاء زيد ما قلت شيئًا، فإن هذا أفصح من أن تقول: لما قلت شيئًا، لكن