قوله:{وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}{وَلَنْ تَجِدَ} الخطاب إما للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإما لكل من يصح توجيه الخطاب إليه.
وقوله:{وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} أي: لن تجد لهم من يمنع العذاب عنهم، وينصرهم في هذه الحال.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - فيها دليل على أن المنافقين من أهل النار؛ لقوله:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ}.
٢ - أن النار دركات، والدرك كما قلنا المكان المهلك، فكل مكان أنزل مما فوقه حسب شدة العقوبة.
٣ - أن هؤلاء المنافقين {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، وهذا لا يعني أن غيرهم لا يشاركونهم بل قد يشاركهم غيرهم، لكننا نجزم بأن المنافقين {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ} وأن من سواهم قد يكونون فيه، وقد لا يكونون فيه.
٤ - أنه لا ناصر للمنافقين في الدنيا، وقد ينتصرون بسبب التمويه والخداع، ولكن في الآخرة لن ينتصروا, ولن يجدوا من ينصرهم؛ لقوله:{وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}.
٥ - يستفاد من قوله:{فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} أن المنافقين أشد كفرًا من بعض الكفار الأصليين ولا شك، والمنافق أشد؛ لأن المنافق جمع بين الأمرين، بين الكفر والخداع، ولهذا قال الله تعالى:{هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}[المنافقون: ٤] فحصر العداوة فيهم لما يحصل منهم من المفاسد العظيمة.