قوله:{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ} لما ذكر تعالى صلاة الخوف وما يترتب عليها، ووجوب أخذ الحذر من أعدائنا، وأن أعداءنا عداوتهم بينة، وذكر ما يتعلق بذلك في قولهم:{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ}[النساء: ١٠٣] قال: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ}.
وقوله:{وَلَا تَهِنُوا} أي: لا تضعفوا، و"لا" ناهية، وحذفت النون من أجل النهي.
وقوله:{فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ} أي: في طلب القوم، والقوم هم أعداء المسلمين.
ثم بيّن سبحانه أنه لا وجه للوهن والضعف في ترك طلبهم فقال:{إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ}، يعني: هم يطلبونكم، ويريدون إيلامكم، وإذا تألمتم منهم فإنهم هم أيضًا يتألمون منكم كما تتألمون منهم، وهذا فيه التسلية للمجاهدين المقاتلين، ولكن الفرق بيننا وبينهم فرق كبير، أبعد مما بين السماء والأرض.
قوله:{وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} أنتم ترجون من الله النصر الذي وعدتم به إذا اتقيتم الله عزّ وجل، وترجون ثواب الآخرة، وهم لا يرجون ثواب الآخرة قطعًا، والنصر قد