للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧ - إثبات اسمين من أسماء الله هما: العليم، والحكيم، يؤخذ من قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}، وإثبات ما تضمناه من الصفة وهي: العلم من العليم، والحكمة من الحكيم، والحكم من الحكيم أيضًا؛ لأن الحكيم ذو الحكمة والحكم، فيكون فيها ثلاث صفات: العلم، والحكمة، والحكم.

وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} لا يدل على أنه كان فمضى؛ لأن {كَانَ} هنا مسلوبة الزمان، وإنما أتي بها لتحقيق هذين الإسمين وما تضمناه من صفة.

٨ - إثبات كمال الله عزّ وجل في حكمته تعالى، حيث قرن بين العلم والحكمة إشارة إلى أن حكمته صادرة عن علم، وليست عن صدفة؛ لأن الإنسان قد يفعل الفعل ويكون محكمًا متقنًا لكن على غير علم بل صدفة، كما يقال: "رب رمية من غير رامٍ" لكن حكمة الله عزّ وجل مقرونة بالعلم مبنية عليه.

٩ - أنه يجب علينا التفويض التام فيما لا نعلم حكمته من أحكام الله الكونية أو الشرعية، وجه ذلك: أنه عليم، فعنده من العلم ما يخفى علينا فيخفى به وجه الحكمة بالنسبة إلينا؛ لأن حكمة الله صادرة عن علم.

ولن نتكلم كلامًا واسعًا عن صفة العلم وصفة الحكمة؛ لأن هذا تكرر كثيرًا فيما تقدم.

* * *

* قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (١٠٥)} [النساء: ١٠٥].

قوله: {إِنَّا} الضمير يعود على الرب عزّ وجل، ولم يقل: "إني" تعظيمًا لشأنه جل وعلا، وتعظيمًا للمتحدث عنه وهو إنزال

<<  <  ج: ص:  >  >>