للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن فلانًا أو رجلًا - نسيت هل هو عين الرجل أو أنه قال: رجلًا - مر بي وأخذ الدرع ووضعه تحت برمة في طرف الجيش، وعنده فرس يستن - والفرس إذا كان واقفًا على ثلاث قوائم يقال: إنه يستن -، وأخبر خالدًا بأني أوصي بكذا وكذا فليبلغ ذلك أبا بكر رضي الله عنهم.

فلما أصبح الرجل جاء إلى خالد بن الوليد - رضي الله عنه - وأخبره بالخبر، فذهبوا إلى الجهة التي أخبر بها وإذا بالدرع تحت البرمة، وعنده فرس يستن، فأخذه، وبلغت وصيته أبا بكر - رضي الله عنه - فأنفذها (١).

قال العلماء: ولا يوجد أحد نفذت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس.

فالحاصل: أننا لا نشهد لأحد بالشهادة إلا إن شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام، وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن الحريق شهيد، وأن الغريق شهيد، وأن المطعون شهيد، وأن من مات بهدم شهيد (٢)، فهل إذا مات أحد بهذه الأسباب نقول: هو شهيد بعينه؟

الجواب: لا، لكن نرجو أن يكون شهيدًا، وذلك لأن المظهر قد يكون على خلاف المخبر، لكن نقول: نرجو أن يكون من الشهداء، والحمد لله شهاداتنا لا يتوقف عليها كونه شهيدًا إن كان من الشهداء، وعدم شهادتنا لا يمنع أن يكون شهيدًا إن كان من الشهداء، لكن يكفينا أن نرجو أن يكون من الشهداء.


(١) انظر: الإستيعاب في معرفة الأصحاب (١/ ٦١)؛ أسد الغابة (١/ ١٤٥).
(٢) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، كتاب الشهادة سبع سوى القتل (٢٨٢٩)؛ ورواه مسلم، كتاب الإمارة، باب بيان الشهداء (١٩١٤) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>