ينطفي؛ لأنه ليس على أساسه؟ كل هذا محتمل، والسياق لا ينافيه.
فيقال: إن منهم المؤمنين، ومنهم الكافرون، والكافرون أكثر، ثم المؤمنون أيضًا، ليسوا مستقرين على الإيمان مستمرين عليه، ثم إيمانهم ليس إيمانًا قويًا راسخًا، وعلى هذا فالآية صالحة لجميع هذه الإحتمالات.
[من فوائد الآيتين الكريمتين]
١ - بيان قدرة الرب عزّ وجل، وأن {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس: ٨٢] , وإلا فمن ذا الذي يستطيع أن يرفع هذا الجبل العظيم؟ ثم من الذي يستطيع أن يجعله فوق رءوسهم؛ ليس واقعًا عليهم حتى يموتوا, ولا رفيعًا بعيدًا حتى يأمنوا, ولكنه فوق الرءوس قريب؟ إذًا: ففيه دليل على قوة الله عَزَّ وجل وقدرته.
٢ - أن إيمان بني إسرائيل إيمان إكراه؛ لأن أي قادر يقول: أنا سأسقط عليك حجارة من السماء إن لم تؤمن، فيؤمن المهدد على إكراه، وعليه: فالمؤمن على إكراه لا بد أن يكون إيمانه ضعيفًا مهزهزًا، إذا زال الإكراه ربما يرجع إلى الكفر.
٣ - أنهُ يشرع عند فتح البلاد صلاة الفتح، لقوله:{ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}، ويمكن أن يؤخذ هذا على أساس أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا لم يرد شرعنا بخلافه، وقد قيل: إن شرعنا ورد بوفاقه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فتح مكة صلى ثماني ركعات ضحى في بيت أم هانئ، فقال بعض العلماء: إن هذه صلاة الضحى، وقال آخرون: إنها صلاة الفتح؛ لأنه ليس من عادة الرسول عليه الصلاة