للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسل الذين لم يذكرهم في هذه الآية مثل: يونس، وشعيب، ولوط، وصالح، ويوسف عليهم الصلاة والسلام.

قوله: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ} أي: قبل ذكر هذه الآية.

وقوله: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ} لأن الله تعالى لم يقص على الرسول عليه الصلاة والسلام إلا من كانوا حول جزيرة العرب، أما من كانوا بعيدين؛ كالذين في أمريكا، وأقصى آسيا، وما أشبه ذلك فلم يذكروا؛ لأن المقصود من ذكر الأنبياء هو الإعتبار، وإذا لم يكن هناك قرب في الأحاديث وفي المكان فإن الإعتبار يكون في ذلك قليل.

قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} {وَكَلَّمَ اللَّهُ} قوله: {اللَّهُ} فاعل و"مُوسَى" مفعول به، وقوله: {تَكْلِيمًا} مصدر مؤكد لمعنى الفعل الذي قبله، كلم تكليمًا، وإنما أخّر ذكر موسى لما ذكر من خصائصه، وهو الكلام، فإنه كلمه تكليمًا، كما أخر ذكر داود بعد سليمان مع أنه أبوه من أجل النص على الزبور الذي آتاه الله تعالى داود، والترتيب بين الأنبياء في الذكر يكون لأسباب بلاغية لفظية أو معنوية، حسب ما يتبين من السياق.

[من فوائد الآيتين الكريمتين]

١ - أن أول الرسل نوح، لقوله: {وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}، وهذا هو الحق وليس قبله رسول، أما النبوة فكانت قبل نوح، فإن آدم عليه الصلاة والسلام كان نبيًا؛ لأنه كان يتعبد الله عزّ وجل، ولا يمكن أن يتعبد الله إلا بوحي من الله، وبثبوت الوحي له يكون نبيًا، ولكنه لم يُرسل إلى أولاده؛ لأنه في ذلك الوقت لا حاجة

<<  <  ج: ص:  >  >>