نرى أنه أصح؛ لأنه ما دام قد تقدم ما يدل عليه أصبح ذكره مستغنيًا عنه، وحينئذٍ لا حاجة إلى تقديره؛ لأن الأصل عدم التقدير.
وقوله:{لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} سبق الكلام على مثلها فلا حاجة للإعادة.
{وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ}؛ أي: أنفقوا مما رزقهم الله إخلاصًا لله لا رئاء الناس، والإنفاق بمعنى البذل، والرزق بمعنى: العطاء؛ أي: لو بذلوا مما أعطاهم الله على حسب ما يرضي الله عزّ وجل، وأعظم ما ينفق هو الزكاة، وما دون ذلك فهو دونها.
قوله:{وكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا} أي: بما هم عليه من كفر، وبما هم عليه لو آمنوا بالله، ففي الجملة هنا ترغيب وترهيب؛ أي: لو آمنوا بالله وصدقوا الله لعلم الله بإيمانهم وأثابهم، ولو بقوا على كفرهم لكان الله بهم عليمًا.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - توبيخ من لم يؤمن بالله واليوم الآخر، لقوله:{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ}.
٢ - أن الإنسان يجب أن يوازن في الأمور بين النافع والضار، فينظر ماذا يترتب على إيمانه أو على كفره، حتى يختار خير الطريقين.
٣ - وجوب الإيمان بالله واليوم الآخر لتوبيخ من لم يؤمن بالله واليوم الآخر، والتوبيخ لا يكون إلا على شيءٍ محرم.