للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المفسدة الأولى: استحلال المحرم.

المفسدة الثانية: الخداع والتحيل على رب العالمين، الذي {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩)} [غافر: ١٩].

ولهذا كان الذين يتحيلون على الربا أعظم إثمًا من الذين يأتون الربا على وجه صريح؛ لأن المتحيلين يخادعون الله، فيجمعون بين مفسدة الربا ومفسدة الخداع؛ ولأن المتحيلين يرون أنهم على صواب، فلا يكادون ينزعون عنه، والذي يأتي الشيء صريحًا ويعرف أنه أخطأ فربما تلومه نفسه في يوم من الأيام حتى ينزجر.

قوله: {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} أي: عهدًا قويًا على أن يقوموا بما أمروا به، ولكنهم لم يقوموا بذلك، فنقضوا العهد ولم يبالوا، وكفروا بنعمة الله.

* * *

* قال الله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥٥)} [النساء: ١٥٥].

{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}، {فَبِمَا} الفاء عاطفة، والباء حرف جر، و "مَا" زائدة إعرابًا، ولكنها زائدة معنى؛ لأن كل حرف زائد إعرابًا فإنه يفيد التوكيد، والتوكيد لا شك أنه زيادة معنى، وعلى هذا فنعرب "مَا" زائدة، و "نقض" اسم مجرور بالباء؛ لأنه لو حذفت "ما" صار التركيب "فبنقضهم ميثاقهم".

وأين متعلق الجار والمجرور في قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}؟

<<  <  ج: ص:  >  >>