الجواب: كلام الله يفسر بعضه بعضًا, وفي سورة المائدة قال الله:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} وعلى هذا فيكون الجار والمجرور متعلقًا بمحذوف يفسره ما جاء في القرآن الكريم نفسه.
وقوله:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ} أي: فبنقضهم ميثاقهم، ونقض الميثاق هو المخالفة فيه، بأن يكون بينك وبين آخر عهد ثم تخالفه، فهذا هو نقض الميثاق، وهؤلاء خالفوا ما أمروا به ولم يقوموا به فنقضوا الميثاق.
قوله:{وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ} الكونية والشرعية فالظاهر العموم، يعني:{وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ} حين كفروا بموسى، واقترحوا عليه وقَالُوا:{اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}[الأعراف: ١٣٨] إلى غير ذلك مما يعرف من سيرة القوم "الأمة الغضبية"، ومن أراد أن يعرف شيئًا من سيرتهم فليعد إلى كتاب إغاثة اللهفان لابن القيم رحمه الله، فإنه بين معايبهم ومخازيهم والعياذ بالله!
قوله:{وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}{وَقَتْلِهِمُ} فيها ثلاث قراءات: "وَقَتْلِهُمُ الأَنْبِيَاء" أي: بضم الهاء والميم، والقراءة الثانية: كسر الهاء وضم الميم "وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ"، القراءة الثالثة: كسر الهاء والميم، "وَقَتْلِهِم الأَنْبِيَاءَ" وكلها قراءات سبعية يجوز للقارئ أن يقرأ بها, ولكن إنما يحسن ذلك لطالب العلم، أما العامي فلا تسمعه قراءة غير التي في المصحف؛ لأنك إذا أسمعته قراءة أخرى لهان القرآن بقلبه، أو لغلطك، وقال: إن هذا يتخبط بكتاب الله عزّ وجل، كما أنكر عمر - رضي الله عنه - على هشام بن الحكم حين قرأ الآية من سورة الفرقان على خلاف ما كان