للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أنه لا مفر من الموت، فمهما كان الإنسان قويًا في سلطانه وفي حصونه فإنه لا مفر له من ذلك، يؤخذ هذا من قوله: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ}.

٢ - أنه يجب على الإنسان أن يستعد للموت؛ لأنه لا مفر له منه، وإذا كان لا مفر فلنستعد له ولنعمل.

٣ - إسناد الإدراك إلى الموت، ويتفرع عليها أن الأسباب يصح أن يسند إليها الشيء، لكن بشرط أن يعتقد أن هذه الأسباب لا تؤثر بنفسها، وإنما هي من الله عزّ وجل.

٤ - أن الحصون لا تغني عن قدر الله لقوله: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}.

٥ - استعمال المبالغة في الكلام، وأن هذا من أساليب اللغة العربية لقوله: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}.

٦ - جواز حذف ما يعلم، ولا يعد ذلك خللًا في الكلام، لقوله: {وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}، ويتفرع من هذه الفائدة ما يكون في عقود البيع والإجارة والرهن والوقف وما أشبهها، فمثلًا: إذا قال الإنسان: وقفت هذا على فلان ولو كان غنيًا، المعنى: ولو كان غنيًا فهو وقف عليه، وعلى هذا فيكون الوقف ثابتًا لهذا الموقوف عليه على كل تقدير.

٧ - أنه جرت في العادة أن الناس يتحصنون عن العدو بالقصور العالية المحكمة، فلو كان هناك عدو يريد مداهمتك فإنك لا تستجير منه بخيمة من الخرق، أو ببناء من الخشب وإنما ببروج عالية محكمة حتى لا ينالك منه شيء، ولهذا نجد الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>