ويؤيده أيضًا ما في سورة الفاتحة:{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} فأضاف النعمة إلى الله، وقال في الغضب:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}، ولم يقل: الذين غضبت عليهم، مع أن أول من غضب عليهم هو الله عزّ وجل.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}: النداء - كما سبق - يدل على العناية بما جاء في الخطاب، ووجه ذلك: أن النداء تنبيه للمنادى، فإنه يُفرَّق بين أن يأتي الخطاب مرسلًا وبين أن يأتي مصدرًا بالنداء.
وتوجيه النداء إلى المؤمنين بقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} يفيد الإغراء بالتزام هذا الخطاب أو بالتزام مدلول هذا الخطاب، ووجه ذلك: أن وصف الإنسان بالإيمان يحمله على الإمتثال، ويفيد أيضًا أن امتثال هذا الشيء من مقتضيات الإيمان، ويفيد أيضًا أن مخالفة ذلك نقص في الإيمان.
فقوله عزّ وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} هذا النداء يجب علينا أن نعتني به وأن ننتظر ما سيوجهنا الله إليه، كما جاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: "إذا قال الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ