إلى الله عزّ وجل، فلهذا كان الذي يثيب على الهجرة ليس الرسول - صلى الله عليه وسلم -، بل هو الله عزّ وجل.
وقوله:{عَلَى اللَّهِ} سبق لنا معناها وأن {اللهِ}: يقال: إن أصلها: الإله، كالناس أصلها: الأناس، وكقولهم: هذا خير من هذا؛ أي: هذا أخير من هذا، والعرب يحذفون الهمزة أحيانًا للتخفيف، والإله فعال بمعنى مفعول، والمألوه هو: الذي تألهه القلوب، وتحبه وتعظمه في نفس الوقت، فبالمحبة يكون فعل المأمور، وبالتعظيم يكون ترك المحظور خوفًا من هذا العظيم، هذه هي اللفظة العظيمة {اللهِ}.
وقوله:{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} سبق الكلام على مثل هذه الجملة، وأنها تفيد ثبوت هذين الإسمين لله، وما تضمناه من الصفات، فالغفور: يتضمن المغفرة، والرحيم: يتضمن الرحمة، وبالجمع بينها يحصل المطلوب، والنجاة من المرهوب؛ لأن المغفرة للذنوب التي يتخلى عنها الإنسان هي بمغفرة الله، والرحمة للأعمال الصالحة التي توصل إلى رحمة الله عزّ وجل.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وتؤخذ من قوله:{يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}، فقد خرج من الضيق فوجد السعة.
٢ - أن فضل الله عزّ وجل على عبده أكثر من عمل عبده له، وتؤخذ من قوله:{وَيَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} فله ثوابان: المراغم، والسعة.
٣ - أن من أُذل بطاعة الله صار العز له في النهاية، وتؤخذ