للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين يزني وهو مؤمن" (١)، أي: لو كان عنده إيمان ما زنى؛ لأنه يعلم أن الله يعلمه.

* * *

* قال الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٩٦)} [النساء: ٩٥ - ٩٦].

{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} {لَّا}: هذه نافية، وقوله: {يَسْتَوِي}: فعل مضارع، وقوله: {الْقَاعِدُونَ}: فاعل، وقوله: {وَالْمُجَاهِدُونَ}: معطوف على قوله: {الْقَاعِدُونَ}، وذلك أن من الناس من تمنى على الله الأماني، تمنى أن يكون مثل المجاهدين في سبيل الله وهو قاعد، وهذا لا يمكن، ولهذا نفى الله المساواة فقال: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} أي: القاعدون عن الجهاد.

ثم قال: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} وفي {غَيْرُ} قراءتان: الرفع على أنها صفة لـ {الْقَاعِدُونَ}، والثاني: النصب على أنها مستثناة، وكلاهما قراءتان سبعيتان صحيحتان، فيجوز أن تقرأ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} أو {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} وهذا فيما بينك وبين نفسك، أو فيما بينك وبين الذين يفهمون، أما عند العامة فلا تذكر لهم


(١) رواه البخاري، كتاب المظالم، باب النهي بغير إذن صاحبه، حديث رقم (٢٣٤٣)؛ ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ونفيه عن المتلبس بالمعصية ... ، حديث رقم (٥٧) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>