للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} [الشورى: ٥٢] , وهذا لا ينقص النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، بل يزيده، وفيه دلالة على أنه رسول الله حقًا، فمن أين جاءه هذا العلم؟

الجواب: من الله عزّ وجل، ولهذا وصف الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بأنه أمِّي وصف ثناء لا وصف قدح؛ لأن كونه أميًا ثم يأتي بهذا الكتاب العظيم الذي أعجز البشر يدل على أنه رسول الله حقًا.

وقوله: {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} هذا توكيد لقوله: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ} وما ظنك بوصف الفضل بالعظم من العظيم الذي لا أعظم منه؟ ! يكون هذا العظم عظمًا بالغًا جدًا؛ لأن وصف العظيم للشيء بالعظيم يدل على عظمة كبيرة، ولهذا تجد الفقير مثلًا يستعظم أن يكون عنده ألف ريال، والغني يستصغرها ولا يراها شيئًا، فوصفه بالعظم وهو من عند الله الذي هو أعظم من كل شيء يدل على عظم الفضل الذي أوتيه الرسول صلوات الله وسلامه عليه.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان فضل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

٢ - إثبات الرحمة الخاصة، فإن قوله: {وَرَحْمَتُهُ} رحمة خاصة لم تكن لغير الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والرحمة نوعان: عامة وخاصة، فالعامة هي التي تشمل جميع العباد لقوله: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: ٣]، وأما الرحمة الخاصة فهي للمؤمنين خاصة لقوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: ٤٣].

٣ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - محتاج لفضل الله ورحمته، ولولا فضل الله

<<  <  ج: ص:  >  >>