٤ - تعظيم الله نفسه، لقوله:{نُصْلِيهِ نَارًا}؛ لأن الضمير هنا تقديره "نحن"، وهو ضمير العظمة، وليس من المتشابه إلا على من طمس الله قلبه؛ كالنصراني الذي يقول: إن ضمير الجمع يدل على التعدد، وينسى الآيات المحكمات الدالة على أن الله إله واحد؛ لأن الله تعالى طمس على قلبه، ومن طمس الله على قلبه فإنه لا يتبين له الحق.
* * *
* قال الله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (٣١)} [النساء: ٣١].
{إِنْ تَجْتَنِبُوا} هنا عدول عن الغيبة إلى الخطاب، فالغيبة: في قوله: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ}[النساء: ٣٠] وأما {إِنْ تَجْتَنِبُوا} فهذا للخطاب.
يخاطب الله سبحانه العباد بقوله:{إِنْ تَجْتَنِبُوا} أي: تبتعدوا عن كبائر ما تنهون، وقوله {كَبَائِرَ}: جمع كبيرة.
قوله:{مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} النهي: هو طلب الكف على وجه الإستعلاء؛ أي: ما ينهاكم الله عنه.
قوله:{نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}.
{نُكَفِّرْ}: مأخوذ من الكَفْر، وهو الستر، فالتكفير إذًا معناه ستر السيئات، وذلك بالعفو عنها.
وقوله عزّ وجل:{سَيِّئَاتِكُمْ} جمع سيئة، والمراد بها هنا الصغيرة، والدليل على أن المراد بها الصغيرة أنها جاءت في