للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسول، لو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم، والذي يوعظون به هو الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

قوله: {لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} في الحال، وفي المآل.

{وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} يعني: أشد ثباتًا على الحق؛ لأن الإنسان كلما ازداد طاعة لله ازداد إيمانًا ويقينًا وثباتًا.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان ضعف الإنسان، وأنه لا يستطيع أن يتحمل كل ما أمر به إذا كان لا يلائمه، لا سيما مع ضعف الإيمان، خصوصًا إذا قلنا: إن هذه الآية نزلت في المنافقين.

٢ - أن قتل الناس بعضهم بعضًا من أشق ما يكون على النفوس.

٣ - أن الإخراج من الديار هو من الشاق على النفوس؛ لأن الله تعالى ضربه هنا مثلًا: {أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ}.

٤ - أن الناجي من العباد قليل، لقوله: {مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} ففتش نفسك هل أنت من هؤلاء القليل أو من الكثير؟ !

وهذا الحكم يشهد له ما ثبت في الصحيحين وغيرهما: "أن الله سبحانه ينادي يوم القيامة: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك، فيقول الله له: اخرج من ذريتك بعث النار، فيقول: يا رب! وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون" يعني: واحد من ألف من أهل الجنة، والباقون من بني آدم في النار "فعظم ذلك على الصحابة، وقالوا: يا رسول الله! أينا ذلك الواحد؟ فقال: أبشروا فإن منكم رجلًا ومن يأجوج ومأجوج ألفًا، ثم قال: إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، وثلث أهل الجنة،

<<  <  ج: ص:  >  >>