للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{عَذَابًا أَلِيمًا}، فهو توكيد من جهة أنه عاد بلفظ العامل "يعذب"، وهو أيضًا توطئة لما بعده؛ حيث وصف بأنه أليم.

وقوله: {وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} "الولي" أي: من يتولاهم إذا عذبهم الله، وقوله: {وَلَا نَصِيرًا} يمنع عنهم عذاب الله، فليس لهم دافع ولا رافع من عقوبة الله عزّ وجل، والدافع الولي، والرافع النصير.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - في الآية دليل على المجازاة، وأن الإنسان يُجازى بقدر عمله، ولكن حسب ما وعد الله عزّ وجل.

٢ - فضيلة الإيمان والعمل الصالح؛ لقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.

٣ - أنها ربما تشعر بأن العمل الصالح لن يكون مقبولًا إلا بالإيمان؛ لأنه قدم ذكر الإيمان، والأصل أن ما قدم فهو الأسبق، وهذا أمر دلت عليه السنة، بل دل عليه القرآن، كما في قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ} [التوبة: ٥٤] فلا بد من الإيمان السابق على العمل الصالح.

وهل يمكن أن يستدل بهذا على أن العمل الصالح لا يدخل في الإيمان؛ لأن الأصل في العطف التغاير؟

الجواب: نعم، قد يستدل به من يستدل على أن العمل الصالح ليس من الإيمان، ولكن نقول: قد دل الكتاب والسنة على أن العمل من الإيمان، قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: ١٤٣] قال أهل التفسير: أي: صلاتكم

<<  <  ج: ص:  >  >>