للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بيت المقدس، والصلاة عمل، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (١) وربما يقال: إذا جمع بين الإيمان والعمل الصالح صار المراد بالإيمان عمل القلب وقول القلب، وبالعمل الصالح عمل الجوارح وقول اللسان، فيكون هذا من باب ما يفترق عند الإجتماع ويجتمع عند الإفتراق.

٤ - الرد على الجبرية، يؤخذ من قوله: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فأضاف العمل إليهم، والجبرية يقولون: إن الإنسان لا يعمل، ولا يضاف العمل إليه إلا مجازًا، وأن عمله ليس باختياره ولا بقصده.

٥ - بيان منَّة الله عزّ وجل؛ حيث سمى الثواب أجرًا، كأنه استأجر أجراء يعملون فيأجرهم، مع أن فائدة العمل للعامل نفسه، بينما الأجراء في غير المعاملة مع الله يكون العمل لمن دفع الأجرة، أما هذا فالعمل للإنسان، ومع ذلك يأجره الله عزّ وجل.

٦ - أن ثواب الأعمال الصالحة يزيد على ما قدره الله تعالى، لقوله: {وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}.

٧ - أن المستنكفين المستكبرين جزاؤهم العذاب، لقوله: {فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} وهل يدخل في هذا أهل المعاصي؟


(١) هذا اللفظ لمسلم، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان، حديث رقم (٥٨)، وهو عند البخاري مختصرًا، كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان، حديث رقم (٩) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>