للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ثُبَاتٍ} بمعنى: متفرقين قوله: {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}، حيث قوبلت بهذا، ومقابل الشيء يكون ضده في المعنى.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - فضيلة الإيمان، حيث استحق أهله أن يوجه إليهم الخطاب من الله عزّ وجل، لقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}.

٢ - وجوب أخذ الحذر من أعدائنا، وكل عدو يؤخذ منه الحذر فيما يخاف منه، فالذين يغزوننا بالسلاح نأخذ الحذر منهم بالسلاح، والذين يغزوننا بالأفكار نأخذ الحذر منهم بالعلم، والذين يغزوننا بالأخلاق نأخذ الحذر منهم بالترفع عن سفاسف الأخلاق، فكل عدو يقابل بسلاحه.

٣ - أنه يجب على الإنسان أن يكون كيسًا فطنًا، ولهذا جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "المؤمن كيس فطن" (١) وقوله: "كيس" بينها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه: "من دان نفسه وعمل لما بعد الموت" (٢) يعني: أنه حازم، وقوله: "فطن" أي: عنده حذر.

لكن لا يجوز أن نسيء الظن بمن ظاهره العدالة، ونقول هذا من أخذ الحذر، كما قال أهل العلم: يحرم الظن السوء بمسلم ظاهره العدالة، أما من كان ظاهره الفسق فلنا أن نأخذ الحذر منه؛ لئلا يخدعنا.


(١) رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب (٢٥)، حديث رقم (٢٤٥٩)؛ وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والإستعداد له، حديث رقم (٤٢٦٠) عن شداد بن أوس، وأحمد (٤/ ١٢٤).
(٢) رواه الشهاب القضاعي (١/ ١٠٧) (١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>