للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - أن الله سبحانه له سلطان وحجة على من خالف أمره، ويدل على هذا قوله تعالى حين ذكر إرسال الرسل: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: ١٦٥] فهنا لو لم يرسل الرسل صارت الحجة {لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ} وإذا أرسل الرسل وبيَّنت الأحكام صارت الحجة لله على العباد.

٤ - وجوب موالاة المؤمنين ومناصرتهم؛ لأن المؤمنين إخوة، فما أصاب أحدهم فقد أصاب الآخر، وما حصل من ضرر وجب على جميع المؤمنين إزالته على حسب الحال والإمكان.

* * *

* قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (١٤٥)} [النساء: ١٤٥].

صلة هذه الآية بالتي قبلها هي: أن الذين يتخذون {الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} يشبهون المنافقين، والمنافقون هم الذين اتخذوا {الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} فمن اتخذهم فقد شابه المنافقين، والمنافقون ليس لهم حظ في الآخرة إطلاقًا؛ لأنهم {فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} يحلون فيه ولا يخرجون منه.

و{الدَّرْكِ} بمعنى المكان الأسفل الذي ليس دونه شيء، قوله: {الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} ولا يعني هذا أن غيرهم لا يدخلون فيه، لكن هم فيه يقينًا، وأما غيرهم فيحتمل أن يكونوا معهم فيه وأن يكونوا فوقهم.

وقوله: {فِي الدَّرْكِ} فيها قراءة "في الدرَك" أي: فتح الراء بدلًا عن سكونها، وهي قراءة سبعية.

<<  <  ج: ص:  >  >>