٩ - قبح هذا المأوى الذي هو جهنم، لقول الله تبارك وتعالى:{وَسَاءَتْ مَصِيرًا} فأثنى الله عليها بالذم؛ لأن ساء وحسن متضادان، فساء ذم، وحسن مدح.
١٠ - يؤخذ من الآية أن النار مظلمة مجهمة، من قوله:{جَهَنَّمُ}، ووجه الدلالة: أن جهنم من الجهمة وهي: الظلمة، وعلى هذا فتكون جهنم اسمًا عربيًا، وقيل: إن جهنم اسم فارسي، وأصله كهنام، لكن لما عُرِّب تحول إلى هذا.
١١ - يؤخذ من الآية أن الجهاد فرض كفاية؛ لأنهم لم يؤثموا، بل بُين لهم أنهم تأخروا عن القوم المجاهدين.
{إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} هذا مستثنى من قوله: {فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ}[النساء: ٩٧]، ويحتمل أن يكون استثناءً منقطعًا، وذلك أن المستضعفين لا يمكن أن يتوعدوا بجهنم، ومن المعلوم أن الفرق بين الإستثناء المتصل والمنقطع: أن الإستثناء المتصل يكون المستثنى فيه بعض أفراد المستثنى منه، وهنا لا يستقيم.
وكذلك لو قال قائل: إنها مستثناة من قوله: {ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}[النحل: ٢٨] قلنا: أيضًا لا يصح الإستثناء متصلًا؛ لأن