للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هؤلاء المستضعفين ليسوا ظالمي أنفسهم، ولهذا يترجح القول بأن الإستثناء هنا منقطع، والإستثناء المنقطع ليس المستثنى من جنس المستثنى منه، هذا من حيث المعنى.

ثانيًا: أداة الإستثناء فيه بمعنى أداة الإستدراك "لكن" فتكون "إلا" هنا بمعنى "لكن".

وفيه حكم ثالث: وهو أن المستثنى إذا كان منقطعًا وجب نصبه فيما إذا كان الكلام تامًا منفيًا، بينما إذا كان المستثنى متصلًا والكلام تامًا منفيًا فيجوز فيه الوجهان؛ أي: النصب على الإستثناء أو الإتباع على البدلية.

قوله: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} يعني: الذين أصابهم الضعف، فالمستضعف بمعنى أصابه الضعف.

وقوله: {مِنَ الرِّجَالِ} {مِنَ} هذه بيانية، تبين المستضعفين؛ لأن "ال" في المستضعفين اسم موصول، والإسم الموصول من أقسام المبهم؛ كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} [البينة: ٦] فـ "من" هنا بيانية.

قوله: {مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}، الولدان إما ذكور وإما إناث، والرجال: جمع رجل، والرجل إنما يكون إذا بلغ، والنساء كذلك جمع امرأة، والمرأة لا يطلق عليها امرأة إلا إذا بلغت.

إذًا: المستضعفون من الرجال إما لمرض، أو كبر، أو غير ذلك مما لا يتمكنون معه من الهجرة، وكذلك يقال في النساء، أما الولدان فالغالب عليهم الضعف مطلقًا؛ لأنهم كما قال عزّ وجل: {لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً} يعني: لا يستطيعون أن

<<  <  ج: ص:  >  >>