ذكرنا أن قوله:{سُلْطَانًا مُبِينًا} أي: بالحجج البينة الظاهرة، وقد مر علينا أن الله آتاه تسع آيات بينات، كما قال تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}[الإسراء: ١٠١] وهي في قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ}[الأعراف: ١٣٣] هذه خمس، ومع العصا واليد صارت سبعًا، وقال تعالى:{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ}[الأعراف: ١٣٠] فهذه تسع، وهذه التي ذكرها الله آيات صريحة، وهي سلطان بين الحجة، {الطُّوفَانَ} يعني: الغرق، فأغرق الثمار قبل أن تخرج، {وَالْجَرَادَ} أكلها بعد أن خرجت، {وَالْقُمَّلَ} أفسدها بعد أن خزنت، {وَالضَّفَادِعَ} أفسدت الماء {وَالدَّمَ} الصحيح أنه النزيف يخرج به - أي: بهذا النزيف - فائدة الغذاء، فانظر الآن هي سلسلة من حين ما بذروا إلى أن وصل إلى غذاء الجسم، وهو الدم، وكلهم ابتلوا به والعياذ بالله!
١٦ - العذر بالجهل مطلقًا لقوله:{مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ} حتى عباد القبور، فالصحيح أنه لا فرق، وأن الدين كله واحد.