و {الطُّورَ} الجبل المعروف، وهو جبل عظيم كبير، اجتثه الله تعالى ورفعه حينما تقاعسوا عن تنفيذ الأوامر، فصار الجبل فوقهم كأنه ظلة، حتى ظنوا أنه واقع عليهم، وقيل لهم:{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ}[البقرة: ٦٣] , فآمنوا إيمان إكراه في الحقيقة؛ لأنهم هددوا بالموت والهلاك، فإيمانهم إيمان اضطرار - والعياذ بالله! - ولهذا قال المفسرون: لما سجدوا كانوا ينظرون إلى الجبل، وإلى الآن يقولون: إن اليهود يسجدون على أطراف الجباه - وليس باستقامة - كأنما ينظرون إلى شيء يخافون أن يقع عليهم.
وقوله:{بِمِيثَاقِهِمْ} أي: رفعًا مصحوبًا بالميثاق؛ لأن الله تعالى أمرهم عند رفعه أن يأخذوا الكتاب بقوة، والميثاق هو العهد المؤكد.
قوله:{وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}؛ أي: باب بيت المقدس,: {سُجَّدًا} أي: ساجدين لله تعالى شكرًا لله تعالى على النعمة؛ لأن الله تعالى أمرهم أن يذهبوا إلى هذه القرية، وأن يقاتلوا أهلها, ولكنهم قالوا: إن فيها قومًا جبارين، والقصة مبسوطة في سورة المائدة، وبعد أن حصل عليهم التيه أربعين سنة أذن الله لهم بدخول القرية، وقيل لهم:{ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} أي: حال كونكم سجدًا؛ أي: ساجدين لله عزّ وجل.