يعرف المؤمن قدر نعمة الله عليه بالإيمان، وحتى يجتهد المؤمن ليثبته الله عزّ وجل حتى لا يكون مثل هؤلاء.
والحاصل أن الله سبحانه جعل الناس قسمين لحكم عظيمة.
٢ - أن الذين لم يؤمنوا به أعرضوا عنه وصدوا الناس عنه أيضًا، لقوله:{وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ}، وقد ذكرنا أنها تستعمل لازمة ومتعدية وأنها في هذه الآية على الوجهين.
قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} وقال بعدها: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} وهكذا طريقة القرآن مثاني، يعني: إذا جاء ذكر أهل النار جاء ذكر أهل الجنة، وإذا جاء ذكر المتقين جاء ذكر المجرمين وهكذا، حتى يكون الإنسان سائرًا إلى الله بين الخوف الرجاء، وحتى لا يمل لو كان الكلام على نسق واحد.
قوله:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا}"كفروا بها" أي: جحدوها وأنكروها، وأصل المادة "كفر" من الستر والتغطية، ومنه سمي "الكُفُرَّى" الذي هو غلاف طلع النخل.
وقوله:{بِآيَاتِنَا} يشمل الآيات الكونية والآيات الشرعية.