فمن الكفر بالآيات الشرعية: تكذيب الرسل، وعدم الإلتزام بما جاءوا به من الشرائع.
ومن الكفر بالآيات الكونية: أن ينسب هذا الكون إلى غير الله أو يقال: إن أحدًا أعان الله فيه، أو يقال: إن أحدًا له فيه شرك، فكل هذا من التكذيب بالآيات.
ومن ذلك: إنكار أن يكون الكسوف وقع إنذارًا من الله وتخويفًا؛ لأن بعض الناس يقولون: إن الكسوف أمر عادي وليس من أجل أن يخوف الله به العباد، وهذا يعتبر نوعًا من الكفر، وليس كفرًا مخرجًا من الملة، لكنه نوع من الكفر.
قوله:{سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا} سوف يقول المعربون: إنها حرف تسويف، يعني: تدل على تحقق وقوع الشيء لكن بعد زمن؛ لأن التسويف بمعنى التأخير، ومنه قولهم: سوَّف بالتوبة، يعني: أخرها، فمعنى سوف: يعني: أنهم سوف يصلون لكن بعد زمن.
وقوله:{نُصْلِيهِمْ نَارًا} أي: نجعلهم يصلونها حتى تحرقهم.
قوله:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}{كُلَّمَا نَضِجَتْ} النضج معناه: بلوغ الغاية في الكمال، يعني: أنها إذا نضجت من الإحتراق واحترقت فإنها تبدل جلودًا غير الأولى؛ لأن الأولى احترقت، وزالت، {لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}؛ أي: الألم الذي يعذبون به؛ لأن الجلد إذا احترق صار حائلًا دون بقية الجسم، فلا يحسون بالنار، لكن إذا بدل بجلد آخر جديد حينئذ أحسوا بحر النار - أعاذانا الله منها -، و {كُلَّمَا} حرف شرط يدل على التكرار، يعني: أنهم دائمًا وأبدًا كلما نضجت الجلود بدلوا جلودًا غيرها.