للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة" (١) وأما الرضا بقضائه، فالمراد: أن يرضى الإنسان بقضاء الله لا بالمقضي؛ لأن المقضي فيه تفصيل، لكن القضاء من حيث هو قضاء الله يجب عليه أن يرضى به، وهذا من تمام توحيد الربوبية.

٧ - إثبات الحكم لله عزّ وجل، فالحكم لله كونًا وشرعًا، أما الحكم الكوني فنافذ على كل أحد؛ مسلم وكافر، مؤمن وفاجر، فكل أحد خاضع للحكم الكوني، وأما الحكم الشرعي فمن الناس من خضع له، ومن الناس من لم يخضع له، فالمؤمنون خاضعون له، والكافرون لم يخضعوا له.

* * *

* قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (١٥٩)} [النساء: ١٥٩].

{إِنْ} هنا نافية؛ أي: "ما من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به" و {إِنْ} تأتي في اللغة العربية على وجوه متنوعة، فتأتي نافية كما في هذه الآية، وأمثلتها كثيرة، وغالبًا ما تأتي نافية إذا أتت بعدها إلا، مثل قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [سبأ: ٤٣]، وقوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: ٧]، وقوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنعام: ٢٥]، وقوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: ١٣٧] فـ {إِنْ} تكون هنا نافية، وتأتي مخففة من الثقيلة، مثل: "إن زيدًا لقائم" فهي مخففة من الثقيلة، وتأتي شرطية مثل: "إن قام زيد قام عمرو".


(١) رواه البخاري، كتاب الحيض، باب لا تقضي الحائض الصلاة، حديث رقم (٣١٥)؛ ومسلم، كتاب الحيض، باب وجوب قضاء الصوم على الحائض دون الصلاة، حديث رقم (٣٣٥) عن عائشة، واللفظ لمسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>