للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ} [الأنعام: ٦٠] والمعنى: أن الله تعالى عندما أراد أن يرفعه ألقى عليه النوم، حتى لا ينزعج بهذا الرفع.

والقول الثاني أن قوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} أي: قابضك، كما يقال: توفى فلان حقه؛ أي: استوفاه وقبضه.

والقول الثالث: أن الآية ليست على الترتيب الذكري، وأن المعنى: إني رافعك إلي ومتوفيك، فيكون الترتيب هنا من باب الترتيب الذكري لا المعنوي، وهذه كلها أجوبة صحيحة، وأظهرها الأول، وهو أن المراد وفاة النوم، وأن الله تعالى ألقى عليه النوم حتى يكون {عند رفعه غير منزعج ولا متأثر.

٤ - إثبات هذين الإسمين لله عزّ وجل، وهما: العزيز والحكيم، والعزيز: المتصف بالعزة، والحكيم: المتصف بالحكم والحكمة؛ لأنها من حكم وأحكم، وسبق أن قلنا: إن عزة الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام: عزة القدر، وعزة القهر، وعزة الإمتناع، فهي ثلاثة معان.

٥ - إثبات الحكمة لله عزّ وجل، وهو أنه لا يحكم بشيء إلا لحكمة ولا يفعل شيئًا إلا لحكمة، وهذه الحكمة قد تكون معلومة للناس، وقد تكون غير معلومة.

٦ - وجوب اقتناع الإنسان بحكم الله ورضاه بقدره، فوجوب اقتناعه بحكم الله؛ لأنه إذا آمن أنه لحكمة وجب أن يقتنع به، ولهذا كان السلف الصالح لا يقنعون النفوس عند الإشكال إلا بالنصوص، كما قالت عائشة رضي الله عنها حين سئلت "ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت:

<<  <  ج: ص:  >  >>