للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحق هو الشيء الثابت، وضده الباطل، وهو الزائل الضائع سدى، وأما الحق فهو ثابت وليس بضائع، بل هو مقصود بذاته، وله ثمراته العظيمة.

قوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} {مَنْ}: اسم استفهام، لكنه مشرب معنى النفي، فهو أبلغ من الإستفهام المجرد، وأبلغ من النفي المجرد، وقد ذكرنا فيما سبق أنه إذا أشرب الإستفهام معنى النفي فإنه يكون مشربًا معنى التحدي؛ أي: إن كنت تزعم أن أحدًا أصدق من الله قيلًا فأت به.

وقوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ} أصدق: اسم تفضيل مأخوذ من الصدق، والصدق هو: الإخبار بما يوافق الواقع، وضده الكذب، وهو: الإخبار بما يخالف الواقع.

وقوله: {قِيلًا} بمعنى: قولًا، وهو تمييز واقع بعد اسم التفضيل؛ كقوله تعالى: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} [الكهف: ٣٤].

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

٢ - أن الإيمان وحده لا يكفي، بل لا بد من عمل، وأن العمل وحده لا يكفي، بل لا بد من إيمان، فلا يستحق الجنة إلا من جمع بين الإيمان والعمل الصالح، وإذا ذكر ثواب الجنة مقيدًا أو معلقًا بالإيمان وحده، فالمراد بذلك الإيمان المتضمن للعمل الصالح.

٣ - أن العمل لا ينفع صاحبه إلا إذا كان صالحًا، والعمل الصالح هو: الخالص الصواب؛ أي: ما ابتغي به وجه الله، وكان على شريعة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>