وقوله:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً} يعني: أن هناك أراضٍ غير الأرض التي أنتم مستضعفون فيها.
قوله:{فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} هاجر: مأخوذة من الهجر، وهو: الترك، والمهاجرة: ترك البلد الذي عاش فيه الإنسان إلى بلد آخر، حتى الذي يخرج من بلد كان مستوطنًا له ثم يستوطن بلدًا آخر يقال: إنه مهاجر؛ لأنه ترك بلده. والهجرة شرعًا هي: الإنتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام، وإذا جاء لفظ له معنى لغوي ومعنى شرعي في كتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيحمل على المعنى الشرعي؛ لأن حقيقة كل متكلم على حسب ما يقتضيه كلامه.
وقوله:{فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} الفاء عاطفة، أو واقعة في خبر المبتدأ في قوله:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ}، وقوله:{مَأْوَاهُمْ} أي: مصيرهم، و {جَهَنَّمُ} اسم من أسماء النار، أعاذنا الله منها.
قوله:{وَسَاءَتْ مَصِيرًا} أي: ساءت مرجعًا ومردًا، وهذا إنشاء ذم لها؛ لأن ساء مثل بئس، فهي جملة لإنشاء الذم.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - أن الملائكة تتوفى بني آدم، لقوله:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ}، وظاهر هذا اللفظ أنهم جمع، فيطابق قول الله تعالى:{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا}[الأنعام: ٦١] أي: الملائكة؛ لأن الله تعالى قال:{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا}[فاطر: ١]، وحينئذ يحصل التعارض في الظاهر بين هذه الآية وبين آيتين أخريين، هما قوله تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}