للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن نحذر من أن يعلم في قلوبنا ما لا يرضاه عنا، أو أن يعلم من أفعالنا ما لا يرضاه عنا، أو من أقوالنا ما لا يرضاه عنا، أو مما نترك ما لا يرضاه عنا، هذا هو المهم، ولهذا يجب أن يركز طالب العلم على الفوائد المسلكية التي تستفاد من أسماء الله وصفاته، لا على أقسامها وتقسيمها وعمومها وشمولها، وأهم شيء أن تُعدل من منهجك ومسلكك، ولهذا قال الله عزّ وجل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: ١٨٠] أن تعبدوه بمقتضى هذه الأسماء، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاهما دخل الجنة" (١) ومن إحصائها التعبد لله بمقتضاها، وفقنا الله إلى ذلك.

* * *

* قال الله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (١٤٩)} [النساء: ١٤٩].

{إِنْ تُبْدُوا} هذه جملة شرطية، وجواب الشرط قيل: إنه محذوف، وقيل: إنه قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} , وهذه الجملة وإن كان ظاهر الحال أنه لا رابط بينها وبين الشرط، لكنها تدل عليه، وسنتكلم إن شاء الله عن ذلك.

قوله: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ}، {تُبْدُوا} أي: تظهروا، وعرفنا أن الإبداء بمعنى الإظهار من ذكر مقابله، وهو قوله: {أَوْ


(١) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب إن لله مائة اسم إلا واحدًا، حديث رقم (٦٩٥٧)؛ ومسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، حديث رقم (٢٦٧٧) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>