للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مكانه الذي يستحقه بدون نقص، والنقير هو: النقرة التي تكون في ظهر النواة، وفي النواة ثلاثة أشياء كلها مضرب للمثل في القلة: الفتيل، والنقير، والقطمير.

أما الفتيل فهو: الحبل الذي في مجرى النواة من جهة بطنها.

وأما النقير فهو: النقرة التي في ظهرها.

وأما القطمير فهو: الغشاء الذي يكون عليها.

وكلها يراد بها ضرب المثل، وإنما قال الله تعالى: {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} لئلا يظن الظان أن الإنسان إذا كان في منزلة فربما ينزل من منزلته بسبب من الأسباب، وليس الأمر كذلك، ونضرب لهذا مثلًا: وهو أن الله تعالى قال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور: ٢١] والذرية هنا المراد بهم من يتبعون آباءهم وهم الصغار فهؤلاء يتبعون آباءهم، فإذا كانت منزلة الإبن أدنى مرتبة من منزلة الأب فإن الإبن يُرقى إلى منزلة الأب، ولا يُنزل الأب في مقابلة ترقية الإبن، يعني: لا يقال مثلًا إذا كانت المسافة عشرين درجة ينزل الأب عشر درجات ويصعد الإبن عشر درجات، بل يرفع الإبن عشرين درجة ويلتحق بالأب بدون نقص على الأب، فهذا والله أعلم هو الفائدة في قوله: {وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن القرآن الكريم كما وصفه الله عزّ وجل مثاني؛ أي: تثنى فيه الأمور، فإذا ذكر المؤمن ذكر الكافر، وإذا ذكر جزاء

<<  <  ج: ص:  >  >>